ولإعداد اللبن طقوس خاصة وطريقة متميزة فبعد حلب الحليب وتركه يتريب في « تيكينت » يؤخذ ويوضع في تاكشولت وتبدأ النساء في عملية المخض وهن يرددن اهازيج شعبية ، وبعد مدة يصح الحليب لبنا وتصبح الزبدة جاهزة
كان » لتاكشولت « مكان خاص بها في البيت وغالبا ما يكون قريبا من » انوال » ويفضل ان يكون ذلك المكان مهويا وباردا لتحتفظ بطراوة اللبن وجودته
لم تكن » تاكشولت » قبلة البشر فقط بل إنها قبلة الذباب أيضا فكانت تحوم حولها الملايين ،فحين تمر بجانبها يهزك طنين الذباب وكأنه صوت الطائرات الحربية إلا أن ذلك لا ينقص من قيمتها شيء
كانت « تاكشولت » ثلاجة طبيعية للبن وخزانا صحيا لايخشى منه شيئا ،كما كانت عنوان التكافل والتضامن والتعاون فيكفي أن تحمل إناء وتدق أي باب في القرية حتى تحصل على مبتغاك
وكانت المرأة في البادية تضيف بعض الماء للبن حتى تستطيع ان ترضي ذلك العدد الكبير من الزبناء الذين يقصدونها ولا تريد أن ترد أحدا
اختفت » تاكشولت » من باديتنا كما اختفى كل جميل واختفت معها الكثير من القيم الأصيلة وصارت من الذكريات ومن التراث
اننا لن ننسى » تاكشولت » ولن ننسى « سكسو دوغو « الذي به صرنا اليوم رجالا ونساء ، انها ملاذنا حين يشتد بنا الجوع وتفتك بنا جيوشه
Commentaires
Enregistrer un commentaire